فوجئ سكان حى المرج بالقاهرة مساء الخميس الماضى الموافق الرابع عشر من الشهر الجارى ببعض الأفراد الذين استقلوا سيارة جالوا بها أنحاء الحى يناشدون الناس إخراج ما لديهم من سجاد
وحصير وكراسى تمهيداً لتجهيز المكان الذى سيحاضر فيه الشيخ محمد حسان أهل المرج يوم الجمعة لأن المكان غير مؤهل على حد زعمهم!.. فما كان من الناس إلا أنهم استجابوا على الفور وبادرت معظم الأسر بإخراج ما استطاعت معتبرة ذلك ثواباً وخيراً لا بد من المشاركة فيه، خاصة وأن من سيحاضرهم هو الشيخ محمد حسان الذى يحظى بثقة معظم مسلمي مصر!..
لكنهم فوجئوا فى اليوم التالى أنهم تعرضوا لعملية نصب واحتيال!..
هذا الخبر نزل عليّا كالصاعقة عندما أعلن عنه أحد مذيعى قناة الرحمة مساء الجمعة، حيث أكد أن الشيخ حسان لم يتلق على الإطلاق دعوة لمحاضرة أهل المرج وأن ما حدث درب من دروب النصب والاحتيال مشدداً على أن قناة الرحمة تعلن دائماً عن أماكن محاضرات وندوات الشيخ قبل انعقادها لإعلام مريديه.. الأمر الذى دفعنى إلى كتابة مقال أعيد فيه نشر هذا الخبر الذى لم أقرأه فى أى صحيفة رغم خطورته وخطورة الجريمة التى تم ارتكابها باسم الدين وباسم شيخ جليل وفاضل قلما يجود الزمان بمثله وهو الشيخ محمد حسان أطال الله عمره وحفظه من أى سوء..
للأسف الشديد لم يترك النصابون ثقباً إلا وابتكروا من خلاله جرائم عجيبة من شأنها تلويث وتقبيح وتدمير كل شىء، مستغلين طيبة ومشاعر المصريين تجاه الرموز خاصة الدينية كى يتمكنوا بسهولة من ارتكاب ما يحلو لهم من جرائم دون معاناة وبطرق ظاهرها يجانبها المنطق والصواب!..
ولهذا أرى من الضرورى جداً فى هذه الفترة الحرجة التى تشهدها مصر أن يتشكك كل منا فى كل ما يحدث حوله، فلا ينبغى أخذ كل الأمور بمحمل الجد خصوصاً وأن البلطجة بكل أشكالها هى سيدة الموقف حالياً، وهى أيضاً اللغة السائدة فى الشارع!..
السؤال الذى يطرح نفسه.. ماذا لو سلك أولئك الفجرة النصابون هذا المسلك فى معظم مناطق الجمهورية ليس فقط تحت اسم الشيخ حسان بل تحت أسماء أخرى ولتكن مثلً أسماء مرشحى الرئاسة وأسماء أعضاء مجلسى الشعب والشورى فيما بعد، بالتأكيد سيقيمون معارض ومتاجر ضخمة لبيع هذه المفروشات من سجاد وحصير وكراسى وغيرها وربما سيأتى من تبرع بها لشرائها مرة أخرى؟!!..
علينا ألا ننجرف وراء تلك الأكاذيب وأن نحارب البلطجة والنصب في كل مكان كى نساعد فى تنظيف وتطهير البلد ممن يريدون لها الخراب والدمار الأبى، مضى زمن السذاجة والغفلة والتسليم المطلق بكل الأمور دون تفكير أو تأمل أو تمييز، مَن يعي عليه أن يساهم فى توعية مَن لا يعى!.. ومن استطاع تتبع هؤلاء عن طريق معرفة أرقام سياراتهم أو تصويرهم وتحديد ملامحهم للمساهمة فى الكشف عنهم بسهولة لفضحهم وعقابهم فسيجازيه الله خير الجزاء..
اللهم اجعل مصر بلداً آمناً مطمئناً، واحفظ واحمِ شعب مصر من أى مكروه.. قولوا آمين.
الموضوع منقول للفائدة
مــــــــــــــــــــاي لـــــــــــــــــــــــود